Matan Khoridah Al-Bahiyyah
الحمد لله العلى الواحد # العالم الفرد الغنى الماجد
وأفضل الصلاة والتسليم # على النبي المصطفى الكريم
و أله وصحبه الأطهار # لا سيما رفيقه في الغار
و هذه عقيدة سنية # سميتها الخريدة البهية
لطيفة صغيرة في الحجم # لكنها كبيرة في العلم
تكفيك علما إن تردأن تكتفي # لأنها بزبدة الفن تفي
والله أرجوا في قبول العمل # والنفع منها ثم غفر الزلل
أقسام حكم العقل لا محالة # هي الوجوب ثم الاستحالة
ثم الجواز ثالث الأقسام # فافهم منحتا لذة الإفهام
وواجب شرعا على المكلف # معرفة الله العلى فاعرف
أي يعرف الواجب و المحالا # مع جائز في حقه تعالى
ومثل ذا في حق رسل الله # عليهم تحية الإله
فالواجب العقلي ما لم يقبل # الإنتفا في ذاته فابتهل
والمستحيل كل ما لم يقبل # في ذاته الثبوت ضد الأول
و كل أمر قابل للإنتفا # و للثبوت جائز بلا خفا
ثم اعلمن بأن هذا العالما أي # ما سوي الله العلى العالما
من غير شك حادث مفتقر # لأنه قام به التغير
حدوثه وجوده بعد العدم # وضده هو المسمى بالقدم
فاعلم بأن الوصف بالوجود # من واجبات الواحد المعبود
إذ ظاهر بأن كل أثر # يهدى إلى مؤثر فاعتبر
و ذي تسمى صفة نفسية # ثم تليها خمسة سلبية
وهى القدم بالذات فاعلم والبقا # قيامه بنفسه نلت التقى
مخالف للغير وحدانية # في الذات أو صفاته العلية
والفعل في التأثير ليس إلا # للواحد القهار جلا و علا
ومن يقل بالطبع أو بالعلة # فذاك كفر عند أهل الملة
ومن يقل بالقوة المودعة # فذاك بدعي فلا تلتفت
لو لم يكن متصفا بها لزم # حدوثه وهو محال فاستقم
لأنه يفضي إلى التسلسل و # الدور وهو المستحيل المنجلي
فهو الجليل والجميل والولي و # الظاهر القدوس والرب العلي
منزه عن الحلول و الجهة و # الاتصال و الانفصال و الصفة
ثم المعاني سبعة للرائي # أي علمه المحيط بالأشياء
حياته و قدرة إرادة # و كل شيء كائن أراده
و إن يكن بضده قد أمرا # فالقصد غير الأمر فاطرح المرا
فقد علمت أربعا أقساما # في الكائنات فاحفظ المقاما
كلامه و السمع و الأبصار # فهو الإله الفاعل المختار
و واجب تعليق ذي الصفات # حتما دواما ما عدا الحياة
فالعلم جزما والكلام السامي # تعلقا بسائر الأقسام
و قدرة إرادة تعلقا # بالممكنات كلها أخا التقى
واجزم بأن سمعه و البصرا # تعلقا بكل موجود يرى
و كلها قديمة بالذات # لأنها ليست بغير الذات
ثم الكلام ليس بالحروف # وليس بالترتيب كالمألوف
و يستحيل ضد ما تقدما # من الصفات الشامخات فاعلما
لأنه لو لم يكن موصوفا # بها لكان بالسوى معروفا
و كل من قام به سواها # فهو الذي في الفقر قد تناهى
و الواحد المعبود لا يفتقر # لغيره جل الغنى المقتدر
و جائز في حقه الإيجاد # و الترك والاشقاء والإسعاد
و من يقل فعل الصلاح وجبا # على الإله قد أساء الأدبا
واجزم أخي برؤية الإله # في جنة الخلد بلا تناهى
إذ الوقوع جائز بالعقل # و قد أتى فيه دليل النقل
و صف جميع الرسل بالأمانة # والصدق والتبليغ و الفطانة
و يستحيل ضدها عليهم # وجائز كالأكل في حقهم
إرسالهم تفضل و رحمة # للعالمين جل مولى النعمة
ويلزم الإيمان بالحساب # و الحشر والعقاب والثواب
والنشر والصراط و الميزان # والحوض والنيران والجنان
والجن و الأملاك ثم الأنبيا # والحور والولدان ثم الأوليا
و كل ما جاء من البشير # من كل حكم صار كالضروري
وينطوي في كلمة الإسلام # ما قد مضى من سائر الأحكام
فأكثرن من ذكرها بالأدب # ترقى بهذا الذكر أعلى الرتب
وغلب الخوف على الرجاء # و سر لمولاك بلا تناء
و جدد التوبة للأوزار # لا تيأس من رحمة الغفار
و كن على آلائه شكورا # و كن على بلائه صبورا
وكل أمر بالقضاء و القدر # و كل مقدور فما عنه مفر
فكن له مسلما كي تسلما # واتبع سبيل الناسكين لعلما
و خلص القلب من الأغيار # بالجد والقيام في الأسحار
والفكر والذكر على الدوام # مجتنبا لسائر الأثام
مراقبا لله في الأحوال # لترتقى معالم الكمال
و قل بذل رب لا تقطعي # عنك بقاطع و لا تحرمني
من سرك الأبهى المزيل للعمى # واختم بخير يا رحيم الرحما
والحمد لله على الإتمام # و أفضل الصلاة و السلام
على النبي الهاشمي الخاتم # و أله و صحبه الأكارم
Post a Comment
0 Comments